تحدثنا في مقالة سابقة عن أحد الأسباب التي تجعل المحتوي مُعدي وسريع الانتشار وهي العملة الاجتماعية وذكرت كيف يمكن توظيفها في المحتوي أو المنتج لكي يتحدث عنها الأخرين، وفي هذه المقالة سنتحدث عن سبب اخر يساعد في انتشار المحتوي وهو المحفزات.
كيف تقوم المحفزات بالتأثير علي سلوكيات البشر ؟
في منتصف عام ١٩٩٧ شركة حلويات تسمي “Mars” ومعناها كوكب المريخ لاحظت إن مبيعاتها زادت بشكل مفاجئ، ولم تنفق الشركة ميزانية إعلانية أكبر من المعتاد ولم تقم بأي تعديلات في استراتيجيتها التسعيرية !🤔
السبب في زيادة مبيعات شركه الحلويات هي وكالة ناسا !😃، نعم كما قرأت وكالة ناسا قامت برحلة استكشافية لكوكب المريخ وقام الإعلام بتغطية هذا الخبر والتركيز عليه، وبالتالي اصبح هذا الحدث الذي يحمل اخبار عن كوكب المريخ “Mars” مُحفز لتذكير الناس بمنتجات شركة Mars
كيف يعمل المُحفز ؟
في تجمعات الاصدقاء والأقارب والمعارف لا يكون الحديث دائماً عن موضوع هادف، يشارك الجميع ما يدور في ذهنه ويفتح نقاش لملئ الفراغ أو لكي لا يعم السكوت أو يصبح الوقت ممل لذلك الكل يفتح موضوع للنقاش، وغالباً ما يكون موضوع النقاش هو ما يوجد في اعلي اهتماماتنا في هذا الوقت، مثلاً حدث تكرر في الاخبار كما حدث في المثال السابق عن وكالة ناسا وتأثير انتشار الخبر علي شركة الحلويات
ايضاً يمكن للمواقف والاوقات والمنتجات والكثير من الأشياء أن تكون مُحفز للتذكر وللنقاش والانتشار
“have a break have a kitkat”
في فترة من الفترات ركزت كيت كات في إعلاناتها علي الربط بين شوكولاتة كيت كات والقهوة، لتكون القهوة مُحفز للتذكير بالمنتج كلما تناولت القهوة تذكرت كيت كات، لكن بعد ذلك تم اختيار مُحفز افضل والتركيز عليه في اعلانات شوكولاتة كيت كات وهو “have a break have a kitkat” ليتم الربط بين فترة الاستراحة في الرياضة أو في العمل أو المذاكرة وبين شوكولاتة كيت كات.
لذلك يمكن قياس نجاح أو فشل الحملة الإعلانية بناءً علي قدرتها علي خلق مجموعة من المحفزات التي تجعل المنتجات المعلن عنها تبقي اطول فترة ممكنة في ذهن المستهلكين
إذاً لتكون الحملة الإعلانية ناجحة يجب اثناء محاولة الوصول الي رسالة ملفتة للانتباه الاهتمام ايضاً بجعل الرسالة تحتوي علي محفزات موجودة في بيئة أو محيط المستهلك ليكون من السهل تذكر المنتج كلما تصادف مع المحفز.
